أحلام سليماني

أحلام بن عياد



  1. تعريف المسن:
المسن:
هو الشخص الذي بلغ من العمر 60 عاماً فما فوق، وليس بالضرورة أن كل شخص يبلغ هذا العمر يكون قد دخل مرحلة الشيخوخة والكهولة. فهناك نسبة عالية من تجاوز هذا السن ويتمتعون بقواهم الجسمانية والنفسية والعقلية والجنسية أيضاً، وأشخاص لم يبلغوا هذا السن لا يستطيعون القيام بأي نشاط جسماني أو غيره
وهنالك بعض الأعراض التي تظهر تدل على تقدم السن منها:
 عدم قدرة العظام على تجديد الكلس، وأيضاً نقص تراكمه في العظم، وهذا يؤدي إلى هشاشة العظام وسرعة كسرها. وأكثر المناطق التي تتعرض للكسر هي العنق والفخذ عند المسنين
عدم قدرة الجسم على تجديد الخلايا والأنسجة. فمع تقدم السن تتناقص الخلايا والأنسجة والعضلات تصاب بالضمور، وهذا يؤدي إلى نقص الوزن والطول.
 تبدأ الشحوم في التراكم بالجسم، وتتزايد مع تقدم السن نتيجة قلة الحركة واستهلاك الطاقة مما يؤدي إلى البدانة التي تكون عاملا مهماً لكثير من الأمراض التي تصيب المسن.
 كلما تقدم عمر المسن تتناقص المياه في الجسم التي تشكل 70 بالمائة من جسم الشباب، وعند المسن تبلغ   50 بالمائة
فيكون عرضة للإصابة بالجفاف خاصة إذا أصيب بالإسهال أو تواجد في مكان حار. لذلك ينصح بإعطائه السوائل والماء بكثرة.
 يصبح جلد المسن جافا وكثير التجاعيد لذلك يجب استخدام كريم مطري.
 يصاب جسم المسن بتغيرات كثيرة منها تناقص مرونة جدران الأوعية الدموية، وهذا يؤدي إلى ارتفاع الضغط الشرياني، وأيضاً يصبح غير قادر على الإحساس بالحرارة، فيشعر بالبرد أكثر من غيره، ويقل السمع والنظر. وهذا كله يعرضه إلى العزلة والوحدة.
مظاهر الكبر في المجتمع الحضاري أكثر انتشاراً وظهوراً عما هي في المجتمع الريفي، ففي بعض الأرياف مازال الشخص الذي تجاوز عمره الثمانين يفلح ويزرع الأرض ولا تظهر عليه علامات الكبر والشيخوخة.
:أنواع المسنين
  • المسن الثرثار: وهو ذلك المسن الكثير الكلام الذي عندما تسمع اليه عليك بالانتظار لساعات حتى ينتهي ولكي تتمكن من الفرار من كثرة حديثه عليك بان تقول له ان كلامه جميل ولكنك مشغول وسوف تكمل الحديث معه فى وقت اخر.
  • المسن الأناني : وهو غالبا ما يكون فى ذهنه عدم الشعور بالأمان الى اقربائه.
  • المسن الناقد وهو لا يعجبه شيء.
  • المسن الذهاني وهو يعاني من خرف الشيخوخة.
  • المسن الذي يهوى الكذب.
  • المسن الذى يمارس افعالا اجراميه وهو عدد قليل من المسنين.
  • المسن العاقل (الحكيم) ذو الخبرة. ويمكنك الاستعانة به لطلب النصيحة.
  •  المسن الراضى وهو غالبا راضي عن نفسه.
  • المسن الاستقلالي وهو دائما يسعى للاستقلالية.
  • المسن الغاضب.
  • المسن الكاره نفسه :وذلك لتناقص الفرص بالنسبة له بالمقارنة لمرحلة الشباب.
  • المسن المعتدى عليه :وهو يعاني من الاضطهاد من المحيطين به.
  1. رعاية المسنين:
مفهوم الرعاية:
مجال رحب للنشاط الإنساني، مفتوح لإسهام الأفراد والجماعات والهيئات والمؤسسات الرسمية والأهلية الحكومية والتطوعية عن طريق ما يقدمونه من مساعدات وخدمات ورعاية.
رعاية المسنين مصطلح قديم وليس حديثاً كباقي المصطلحات، وهي ليست مقصورة على ميدان أو مؤسسة. فكل ميدان يعيش ويعمل فيه المسن يجب أن يرعاه، وهي خدمات مهنية وأنشطة منظمة ذات صبغة وقائية وعلاجية تقدم للمسنين وتهدف إلى توفير جميع احتياجاتهم ورغباتهم.
الرعاية تتضمن العديد من الخدمات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية التي تقدم لكبار السن. كانت الأسرة في العصور التي مرت  متماسكة تحرص على رعاية أعضائها وخاصة الشيوخ، ولم يكن ينظر إليهم على أنهم عبء غير منتج، وإنما كان ينظر لهم كخبرات عديدة في شؤون الحياة، ولم تقتصر رعاية المسنين على أسرهم بل كانت الدولة تنشئ ملاجئ للشيوخ  والعجزة، وكانت توفر لهم أعمال تتناسب مع  أعمارهم.
وتنقسم  الرعاية الى نوعان رعاية صحية و رعاية ذاتية.

586408
  • الرعاية الصحية:
تنقسم الرعاية الصحية الى قسمين:
وقائيه:
وتكون عن طريق تجنب تناول الاغذية التي لا تلائم سنه، أو تحديد كميات البعض منها، وكذلك أن يعتاد المسن على الحركة المستمرة الدائمة، ويمارس الرياضة التي تناسب قدراته الجسمانية ولا يخلد إلى النوم المتواصل.
علاجيه:
ويكون في تخليص المسن من الشوائب، وما قد يكون قد علق به من بعض الأمراض الطارئة أو التي حملها منذ طفولته أو شبابه. والتعامل مع هذه الأمراض بحذر آخذين بعين  الاعتبار أن قوة تحمل جسمه الضعيف، وقابلية امتصاص جسمه لأنواع من الأدوية وضعف أجهزته. ومع الأسف فإن التعامل مع مرض الشيخوخة لا يزال في الانتظار حتى يبدأ المرض، وتبدأ الأعراض المرضية، وتبدأ بعدها بالعلاج التي لا يتحملها المسن في هذه المرحلة.
  • الرعايـة الذاتية:
عندما نبحث عن الرعاية الذاتية، نعني بها قدرة المسن على القيام بالأعمال اليومية الخاصة به، والتي لا يحتاج فيها الى مساعدة الآخرين. مثل ارتداء ملابسه، وتناول طعامه. إلى غير ذلك من الأمور الشخصية التي لا يحتاج أن يعينه أحد فيها وباختصار " الاعتماد على النفس".
 أغراض رعاية المسنين:
المسنون هم تاريخ الأمة ورمزها وعلى أكتافهم قامت المؤسسات وأنشئت الحضارات، ومن  أغراض رعاية المسنين:
1- تؤدي رعاية المسنين إلى المحافظة على كيان المجتمع وبقائه واستمراره. فالمسنون هم الذين يحملون ثقافة المجتمع ونظمه وأساليب تفكيره، وعلومه وآدابه وفنونه. ولا يحفظ المسنون التراث الاجتماعي والقيم الاجتماعية في نطاق مجتمعهم فحسب، بل ينقلوه للمجتمعات الأخرى.
2- تؤدي رعاية المسنين إلى تقدم المجتمع وتنميته وتطويره. وهنالك مصطلح آخر يطلق على المسن، وهو "الشيخوخة"، حيث تعني هذه التسمية عملية حيوية وليست  مرض أصاب الإنسان. وهذه الشيخوخة تتأثر بعوامل البيئة وأنماطها، فيجب على الإنسان أن يحافظ على صحته وحيويته حتى يتحاشى الاعتماد على الآخرين، وهي تكون إحساس بتقدم السن وخاصة عندما لا يقوى الجسم على تأدية وظائفه بشكل جيد.
هنالك أسباب كثيرة  جعلت الاهتمام بالمسنين أمرا ضرورياً من أهم هذه الأسباب:
1- أمرنا الله سبحانه وتعالى بالاهتمام بالمسنين ورعايتهم والمحافظة على كرامتهم، واعتبر الله سبحانه وتعالى عقوق الوالدين من أكبر الكبائر ولا يدخل الإنسان الجنة إذا كان عاقاً  لوالديه حتى لو  كان يصلي ويصوم ويقوم بجميع العبادات. وأيضاً طلب الله منا وأمرنا أن نحسن إلى أصدقائهم والمقربين منهم في الحياة.http://www.thenewalphabet.com/UserFiles/Image/53/almsnin.jpg
2- الاهتمام بالمسنين أمر واجب على جميع الشباب والشابات لأن كلاً منا سوف يصل إلى هذه المرحلة التي يحتاج فيها إلى المساعدة والاهتمام والرعاية لأنهم دخلوا مرحلة الضعف وعدم القدرة على القيام بأمورهم بأنفسهم.
3- الاهتمام بالمسنين والاعتناء بهم تقديراً لما قام به هؤلاء، سواء الآباء والأجداد والأمهات من التضحيات. فعنايتنا بهم هو نوع من رد الجميل والاعتراف بفضلهم علينا.
4- المسنون يشكلون نسبة عالية من الهرم السكاني. فالاعتناء بهم وتوفير الرعاية النفسية والصحية والاجتماعية لهذه الفئة يقلل من ميزانية الصرف عليهم، وهذا يخفف العبء عن الدولة من مصاريف وأيد عاملة وخدمات. وهذا كله يؤكد لنا أن خدمة المسنين أمر واجب وفرض علينا جميعاً.
  1. مشاكل المسنين :
  1. المشاكل الاجتماعية والنفسية التي يتعرض اليها المسن وكيفية تفاديها:
بسبب تقدم العمر بهؤلاء المسنين فإنهم يتعرضون لبعض المشاكل الاجتماعية والنفسية التي يتوجب علينا محاولة حلها أو التقليل منها.
ومن أهم المشاكل الاجتماعية:
- العزلة نتيجة فقدان الأقارب والأصدقاء إما بسبب الوفاة أو السفر. فيبدأ المسن بالتفكير بقرب الأجل، ويؤدي هذا الأمر به إلى الاكتئاب والعزلة.
- زواج الأبناء واستقلالهم عن الوالدين مادياً ومعنوياً يجعل المسنين يشعرون أنهم أصبحوا لا فائدة منهم ولم يعد لأحد بحاجتهم.
- الاكتئاب والعصبية ونقص الحيوية والقدرات الجسمية. وتكون هذه نتيجة شعور المسن أنه أصبح على الهامش. لا صلاحيات ولا قوة إنتاجية له، وأنه أصبح عالة على غيره لأتفه الأمور وهذه الحالات تكون نتيجة العزلة والإحالة على المعاش.
من أجل تفادي هذه المشاكل والتقليل منها يجب علينا القيام بالأمور التالية:
- إبقاء المسن في الحياة الأسرية، وعدم نزعه منها ومحاولة إبقاء الأبناء ببيت العائلة ولكن مع إعطائهم الاستقلال في حياتهم الشخصية.
- تسجيل المسن في النوادي الرياضية وتشجيعه على عمل صداقات جديدة كبديل عن أصدقاء الطفولة والكبر.
- إيجاد عمل بسيط لهم وتعبئة وقت الفراغ لدى المسن لما يتناسب مع سنه وقدراته الجسمية لتخفيف من إحساسه بالعزلة والوحدة.
- استشارة المسن والأخذ برأيه، فهذا يخفف من إحساسه بعدم الفائدة وأنه لا قيمة له.
 هناك العديد من المشكلات والاحتياجات وسوف نعرض بعض منها:
  • مشكلات واحتياجات اجتماعية:
  • اغتراب المسنين عن المجتمع.
  • فقدان الادوار الاجتماعية.
  • نقص المكانه الاجتماعية.
  • ومن المشكلات النفسية التي يتعرض لها المسنون:
- القلق الزائد وعدم الاطمئنان للغير والشعور بالنقص، مما يؤدي الى ممارسة عكسية في الحياة.
- الشعور الزائد بالعجز وعدم الإحساس بالأمن نحو حالته الجسمية، فهو لا يطمئن إلى أي حركة يقوم بها، ويحدث أيضاً لديه اضطراب في الإدراك لعدم قدرته على تقدير الواقع.
- الإسراف في استخدام الوسائل الدفاعية، حيث نجد أنه يميل إلى الاعتماد على الغير والتي تتأكد من خلال تقلص حركته والاحتياجات التي يعبر عنها للحفاظ على نفسه وذلك باعتماده على الآخرين، وأيضاً يصبح هذا المسن نتيجة لتقدم العمر يصر على رأيه حتى لو كان خاطئ.
  • المشكلات والاحتياجات الاقتصادية:
  • فقدان الامن الاقتصادى.
  • الحرمان من المخصصات المالية.
ومن الامور التى تجعلنا نستاء ان المسنين يتعرضون لأنواع من الاساءة مثل :
- الاساءة الجسمية:
فالمسنين قد يتعرضون للإيذاء الجسمى سواء بالضرب وغيره من اشكال المعامله والإيذاء البدنى والجسمى.
- الاساءة النفسية:
فالمسنين يتعرضون للإساءة والإيذاء النفسى والذى غالبا ما يكون من اقرب الناس اليهم سواء من الابناء او الاحفاد ومن صور هذه الاساءة التلفظ بالألفاظ البذيئة كنوع من الاهانة لهم او عدم الاهتمام بهم مطلقا.
-الاهمال:
ويوجد انواع متعددة من اشكال الاهمال للمسنين ومنها:
- الاهمال البدني.
- الاهمال الوجداني او النفسي.
- نقص الاشراف على المسن.
ويمكن حل هذه المشاكل التي يواجهها المسنون، من خلال:
- إفهام المحيطون بهم أن المسن ليس طفلاً ، بل هو إنسان له كيانه وشخصيته المستقلة، وهو قادر 
على اتخاذ القرارات.107304
- هو الشخص الوحيد الذي لديه الحق في اختيار ما حوله أو رفضه والتأقلم مع التغيرات المحيطة به.
وبمقدار تأقلم هذا المسن مع ثقافة الأجيال يحدد مدى اندماجه في المجتمع لأن رفض الأجيال والآخرين له يسبب له العزلة والبعد.
- تشجيع المسن على القيام بنفسه بكل ما يسعده ويوفر له الراحة والأمل والطمأنينة.

2. أمراض الشيخوخة:
في بداية الأمر يجب أن نوضح أن التعبير الأصح الذي يجب أن يقال: "الأمراض التي تصاحب سن الشيخوخة"،وليست "أمراض الشيخوخة". فهنالك فرق بين المصطلحين:
فالمصطلح الأول يعني: أن كل من بلغ فوق الستين أو الخامسة والستين يجب أن يشكو ويعاني من أمراض فرضها عليه تقدم السن فقط لا غير، وهذا خطأ. حيث أن نسبة كبيرة من المسنين لا يشكون من الأمراض، وهم بصحة جيدة.
أما المصطلح الثاني فيعني: الأمراض التي ترافق سن الشيخوخة، فهي ما قد يشكو منه المسن بسبب ظروف طرأت عليه مثل أي إنسان، أو لأسباب قديمة تراكمية وكانت قد بدأت عنده في سن الشباب أو حتى الطفولة المبكرة، وظهرت أعراضها متأخرة.
وبناء على ذلك فان ما يشكو منه من أعراض مرضية إما أن تكون بسبب قصور وظيفي وضعف خلايا جسمية وعدم قدرته على بناء خلايا جديدة مثل ما كان في سن الشباب، أو ضمور في العضلات أو ضعف الأعصاب وتلفها. ومثال هذا القصور الوظيفي هو ضعف الرؤية والسمع وضعف عضلات المعدة والأمعاء وموت أو ضمور بعض خلايا الدماغ والجهاز العصبي وعدم القدرة على الجري والركض وحمل الأثقال، كما لو كان شابا وغير ذلك. والتي يكون سببها هنا الشيخوخة والتقدم بالسن، وإما أن تكون هذه الأعراض المرضية بسبب خلل وظيفي، كأن يصاب مثلاً بالعمى فجأة، ويدل هذا على ضعف البصر أو أن يصاب بشلل نتيجة جلطة دماغية حصلت بسبب المرض.
تقسم أمراض الشيخوخة إلى قسمين:
- الوراثية وهذه التي ورثوها من الأب أو الأم أو كلاهما تنتقل من الأبوين لأبنائهما  مثل السكري وفقر الدم وتتفاعل هذه الصفات مع ظروف بيئته مثل الممارسات والعادات الخاطئة.
- الشيخوخة نفسها فإن الشخص المسن الذي لا يجد عناية صحية ورعاية اجتماعية واقتصادية في شيخوخته فإنه يبقى عرضة للإنهيار السريع جسمياً ونفسياً.
أسس للتخطيط الصحي والبرامج الصحية التي يجب تطبيقها لتفادي الأمراض التي قد تظهر في المستقبل:
1- الاهتمام بالصحة العامة منذ الطفولة.
2- الاهتمام بالهوايات والأنشطة الاجتماعية.
3- وضع برامج رعاية اجتماعية وصحية واقتصادية وتخطيط لمستقبل كبار السن، بحيث يشعر المسن بعد إحالته على المعاش أنه أصبح مؤمناً مادياً ونفسياً واجتماعياً، وأنه لن يحول ثانوياً ويبقى الأساسي.
4- التركيز على التربية الصحية السليمة منذ الطفولة مثل مكافحة عادة التدخين والمخدرات والخمور  والعلاقات الجنسية.
والعلاج يختلف من شخص الى آخر، وهذا لا يعني أن كل شخص يدخل سن الشيخوخة أصبح بحاجة الى العلاج والمعالجة.
  1. شعور المسنين ومتطلباتهم:
  1. ما يشعر به المسن في دار العجزة:
دار المسنين أو العجزة، هو المكان الوحيد الذي يلجأ إليه الكثير من المسنين بعد نكران فلذات أكبادهم لكل التضحيات التي قاموا بها في حياتهم من أجلهم حتى يصلوا إلى ما هم عليه، والسبب هو إما إرضاء للزوجة أو لشعورهم بأنهم أصبحوا عبئا ثقيلا عليهم، خاصة في حالة الأمراض المزمنة وهم الذين لم يضيقوا بأبنائهم ذرعا وهم أطفال واعتبروا بكاءهم نغمة ومرضهم صدمة وضحوا براحتهم من أجلهم. 
تتخلى عنه عائلته بعد عجزه عن توفير طلباتهم :9269
معاناة لمسناها من خلال وجه مسن لم يرتكب أي ذنب في حق عائلته سوى أنه ضيع سنوات عمره في العمل، وبعد أن كبر في السن لم تعد له أهمية في نظرهم فضاقت به الدنيا وامتلأت عيونه بالحزن بعد أن غدرت به عائلته وكافأته بوضعه وحيدا بين أربعة جدران، وجدناه جالسا في الساحة يتكلم بمفرده، وكأنه يفرغ ما تراكم بقلبه من آلام زرعها في قلبه أفراد عائلته،اقتربنا منه لعل نفسيته ترتاح بعد أن يجد أحدا بجانبه يفضفض له ما يكبته من مشاكل، وتبدأ قصته عندما عمل لسنوات طويلة من أجل إرضاء زوجته وتعليم أبنائه وتوفير متطلبات زواج بناته ومصاريف البيت، وبعد أن تعرض لحادث، قست عليه وتغيرت معاملتها معه، حيث يؤكد أن زوجته لم تتقبل جلوسه في المنزل دون تلبية طلباتها، ويضيف "أخبرتني بأن لا قيمة لي ورفضت خدمتي، وما زاد من حزني أن حتى بناتي رفضن رعايتي في بيوتهن، متحججات بأنهن غير قادرات على تحمل مصاريفي، مع أن أزواجهن ميسورو الحال، واليوم لا أحد من عائلتي يسأل عني حتى في الأعياد".
من الصعب أن يجد الإنسان نفسه من دون عائلة ولا منزل بعد عودته من ديار الغربة، والسبيل الوحيد المتاح أمامه هو دار المسنين، وهو ما حدث مع السيد كمال البالغ من العمر 70 سنة الذي وجدناه جالسا بغرفته، وقد أخبرنا عن سبب تواجده في هذه الدار، وتبدأ حكايته عندما ترك عائلته وأراد أن يكون مستقبله في الخارج، ولكنه ضيع سنوات شبابه في العمل، ولم يتمكن من تكوين أسرة، وكان يعتقد أنه عند عودته إلى أرض الوطن سيجد عائلته، ولكنه لم يجد أحدا منها بعد أن توفي جميعهم في نشوب حريق، وحتى بيت عائلته ضاع في هذه الحادثة، وهذا ما جعله يقصد الدار لرعايته خصوصا بعد مرضه وكبر سنه".
خرجنا إلى الساحة فوجدنا مسنا من ذوي الاحتياجات الخاصة جالسا على كرسي متحرك فاقتربنا منه لنعرف قصته التي بدأت عندما توفيت زوجته فأعاد الزواج مرة أخرى من امرأة كان يظن أنها سترعاه بقية عمره وقبل تربية أطفالها حتى ضمن لهم مستقبلهم، وتكفل بمصاريف دراستهم لتتغير تصرفاتها معه بعد كبر سنه واستغلت ضعفه بعد مرضه وعاملته بقسوة وتعرض للضرب والشتم من قبل أولادها لإرغامه على إمضاء التنازل عن أوراق ملكية البيت لصالحها، ثم وضعته بدار المسنين فأصيب بشلل بعد أن ارتفع ضغطه بسبب الصدمة التي تلقاها منهم".
فضل البحث عن عمل في الخارج على رعاية والده :
وهناك من الأبناء من يفضل البحث عن مستقبله في الخارج على البقاء مع أحد والديه ويتركه دون رعاية بعد كبر سنه، وهذا ما يضطره أن يلجأ إلى دار المسنين ليلقى الرعاية، وهذا ما حدثنا عنه "المسن فريد" البالغ من العمر 69 سنة والذي وجدناه جالسا في ساحة الدار بمفرده يغني وهو الذي غطت التجاعيد وجهه، كل واحدة تعبر عن ألم عاشه في حياته، ليجد نفسه يقضي بقية حياته وحيدا داخل دار العجزة يحن إلى فراق ابنه الوحيد بالرغم من أنه تركه وقطع الزيارة عنه لسنوات طويلة، بنظراته الحزينة أراد أن يطلعنا عن بقية قصته الحزينة التي تبدأ عندما تركه ابنه وهاجر بعد أن تعب لسنوات طويلة من أجل تربيته وحصوله على شهادات، ثم إيصاله إلى منصب مرموق في المجتمع، وعند موت زوجته، وكبر سنه، طلب من ابنه أن يبحث عن عمل داخل الوطن ليكون بجانبه لرعايته، وبالرغم من توسلاته له، إلا أنه طمع في حصوله على منصب شغل خارج الوطن نظرا لارتفاع مرتبه، وترك والده بمفرده وهو بأمس الحاجة إليه، وتعرض لحادث مؤلم بسبب وقوع قدر من الحليب المغلى عليه بعد أن عجز عن إمساكه عندما لازمه المرض، ويقول أنه لولا تدخل الجيران لإنقاذه لكان قد فقد حياته مما جعله يغلق بيته ويلجأ إلى دار المسنين لرعايته، وبالرغم من رفض ابنه البقاء معه إلا أنه سامحه وهو ينتظر اليوم الذي يعود فيه ابنه ويراه قبل موته.13848
  1. المسن يتطلب رعاية نفسية خاصة:                          
أصبح بعض الأبناء يتخلون عن والديهم بكل سهولة دون أن يضعوا في اعتبارهم صلة الدم بينهم أو التضحيات التي قدموها لسنوات من أجلهم عند شقائهم في العمل أو تعبهم في التربية، ويرتكبون أبشع الأفعال في حقهم من أجل المال أو الاستيلاء على الأملاك، وأصبح المال يطغى على القيم وتسود الأنانية ويغيب التكافل والتضامن، ومن جملة المشاكل التي يصادفها المسنون في بداية دخولهم لدار المسنين أنهم لا يستطيعون التأقلم مع هذا الجو خصوصا بعد أن تعودوا على العيش إلى جانب أقاربهم أو أبنائهم، فلا يستطيعون التكيف مع الحياة اليومية الجديدة بعيدا عن دفء الأبناء ويرفضون رفضا قاطعا أنهم متخلى عنهم، بينما البعض الآخر من الذين طالت فترة مكوثهم رضخوا للأمر الواقع، وأغلب المسنين يعانون من أمراض نفسية نتيجة الصدمة التي تلقوها من أبنائهم أو أقاربهم مما يجعلهم يشعرون بإحباط شديد وحالات من القلق الشديد والدائم والاكتئاب والحزن نتيجة الوحدة والملل من الروتين الذي سيطر على حياتهم اليومية داخل دور المسنين ، والبعض منهم تنتابه صدمة نفسية شديدة نتيجة الضغوطات النفسية التي تعرضوا لها أثناء عيشهم مع أبنائهم في البيت، ولا يتقبلون فكرة تخليهم عنهم أو تركهم لبيتهم الذي يحمل ذكريات السنوات التي ضاعت منهم فيصيبهم انهيار عصبي يصل إلى حد إصابتهم بالجنون، ويصيبهم اليأس وفقدان الأمل من الحياة، كما أن سبب تخلي بعض الأبناء عن أوليائهم هو أنهم يحاولون الانتقام من والديهم بعد أن تلقوا تربية خاطئة منهم في الصغر مما يزرع لديهم عقدا نفسية يخرجونها على شكل تصرفات عدوانية تجاههم، كما أن بعض الأبناء الذين يتخلون عن آبائهم أو أمهاتهم المسنين في دور العجزة قد عاشوا ذكريات سيئة معهم في الصغر، سواء من الناحية المادية أو العاطفية، وهذا ما يجعلهم يتخلون مع مرور الوقت عن ضميرهم ويفقدون كل شعور بالمسؤولية أو تأنيب الضمير تجاههم، ولا ينتابهم أي شعور بالذنب لما ارتكبوه في حقهم بعد أن تخلوا عنهم وهم في أمس الحاجة إليهم، كما أن بعضهم يرتكب هذا الفعل بعد تعرضه إلى ضغوطات نفسية نتيجة مساومات من زوجة الإبن أو زوج البنت في حال تمسكهم برعاية أحد الوالدين، وتزداد حدة هذه المساومات إذا لم يكن للوالدة مسكن أو دخل ثابت، والأبناء المتوازنون نفسيا والذين يملكون شخصية قوية قادرون على أخذ قرارات عادلة يستطيعون من خلالها التوفيق بين رضا الوالدين وتماسك عائلتهم، فكل المسنين يحتاجون إلى عناية خاصة، و خاصة بعد كبر سنهم فهم يتحولون إلى طفل صغير يجرح قلبه أي شيء يمس كرامته.http://images0.djazairess.com/ennahar/174735
V.    تطوير أوضاع المسنين:
  1. تشخيص أوضاع المسنين:
تجسمت العناية بفئة المسنين من خلال جملة من الإنجازات أبرزها: http://www13.0zz0.com/2011/05/30/05/650910030.jpg
- وضع إطار قانوني يعرف بحقوق المسنين ويحدد واجبات الأسرة والمجتمع نحوهم وينظم الخدمات المسداة لفائدتهم.
- وضع خطة عمل وطنية لفائدة المسنين.
- إحداث مؤسسات رعاية بديلة .
- توسيع صلاحيات المجلس الوطني للمرأة والأسرة لتشمل فئة المسنين.
- إقرار برنامج الأسر الحاضنة للمسنين فاقدي السند العائلي.
- إقرار منحة للأسرة الكافلة لمسن.
- إحداث نوادي نهارية لكبار السن تستقبل المسنين نهارا وتقدم لهم أنشطة ترفيهية تثقيفية
وخدمات صحية اجتماعية. و قد بلغ عدد هذه النوادي حاليا 73 ناديا وعدد المستفيدين
حوالي 100111 مسنا ومسنة.
- إحداث سجل وطني للكفاءات من كبار السن يبلغ عدد المنخرطين به حاليا 1311
مسنا ومسنة شرع عدد منهم في مواصلة النشاط في إطار التطوع بمؤسسات الطفولة
والفضاءات النموذجية للأسر وأقطاب الإشعاع وفي مجال التوفيق العائلي وبرنامج تعليم
الكبار.
- وضع خطة وطنية للإعداد للتقاعد ولشيخوخة نشيطة مع توفير بيئة سانحة لكبار السن
و ملائمة لخصوصياتهم.
- إعداد برنامج لتكوين أعوان مختصين في الإحاطة الحياتية بالمسنين بالتعاون مع وزارة
التربية ووزارة التشغيل والتكوين المهني ووزارة الصحة، يهدف إلى تخفيف العبء على
الأسرة في رعاية مسنيها.
- إحداث فرق متنقلة متعددة الاختصاصات تقدم خدمات صحية واجتماعية للمسنين في
بيوتهم، يبلغ عددها حاليا 77 فريقا ويستفيد من خدماتها 6561 مسنا ومسنة.
- إحداث برنامج الإيداع العائلي للمسنين فاقدي السند يمكنهم من العيش لدى أسر بديلة
ترغب في التكفل بهم. وتسند الدولة حاليا منحة شهرية قدرها 111 دينار لـ37 أسرة
كافلة لمسنين معوزين لتلبية حاجياتهم الأساسية.
- بعث اختصاص فني سامي للعناية الصحية بكبار السن في التعليم الجامعي.
- تشجيع الإستثمار الخاص في مجال كبار السن من خلال تمتع المستثمرين الخواص
الباعثين لمراكز رعاية المسنين بالامتيازات المشتركة لمجلة تشجيع الاستثمارات.
وفي هذا الإطار تم إحداث :
- وحدتي إقامة لإيواء كبار السن ونادي نهاري.
- بعث 5 شركات خدمات خاصة لفائدة كبار السن في البيت.
يهدف النشاط الاجتماعي لبلدية تونس إلى تجسيم رعاية الدولة للفئات الضعيفة والمهمشة ونخص بالذكر منها المسنين ضعفاء الحال وخاصة فاقدي السند وذلك بمساعدتهم على البقاء في إطارهم الطبيعي بمختلف الأشكال.
الفئات المستهدفة :
  • عن طريق البلدية :
المساعدات المالية: الإعانات القارة (بين 30د و40د شهريا) ويتمتع بها تقريبا 80 % من جملة 543 منتفعا وتقدم هذه الإعانات داخل الأسر لكل مسن لا يقدر على التنقل وذلك بتسخير سيارة المصحة مع عونين بلديين للقيام بهذه العملية.
السكن: يتمثل في بناء وحدات سكنية خاصة بالمسنين وذلك لتمكينهم من السكن داخل أسرهم وقريبا من أجوارهم في ظروف صحية طيبة .
توفير منح لفائدة الجمعيات: جمعية المتقاعدين تحصل على منحة سنوية قدرها 3000 د من البلدية.
  • عن طريق الجمعيات :
جمعية العائلة المنتجة والعمل الاجتماعي :
-توفير مساعدة مالية وموسمية لحوالي 200 مسن.
- تخصيص5 معينات منزلية (وتعيين مبلغ يقدر بـ 6000 د سنويا) لتنظيف مساكن المسنين وطبخ الأغذية لمن لا يستطيع ذلك.
- توفير الأدوية للحالات المتأكدة من المسنين ضعاف الحال.
جمعية رعاية المسنين بمنوبة: وحدة نجدة المسن- و ذلك بعيادة المسنين داخل أسرهم وتقديم الرعاية الصحية لهم ونقلهم إلى المستشفى إن اقتضى الأمر, وبصورة عامة متابعة أحوالهم الصحية والاجتماعية.
جمعية المتقاعدين:- تنظيم الاحتفال باليوم العالمي للمسنين(01 أكتوبر من كل سنة).
- تنظيم مصيف المسنين بالاشتراك مع البلدية.
الجمعية التونسية للدفاع الاجتماعي:مساعدة 15 مسنا من الجنسين بصفة منتظمة على مجابهة مصاريفهم المعيشية(أدوية, غذاء...).
  1. إﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ ﺗطوﻳر أوﺿﺎع اﻟﻣﺳﻧﻳن :
تؤكّد المنظّمة العالميّة للصحّة أنّ العالم يشهد تحولا ديمغرافيّا كبيرا حيث يبلغ حاليا عدد الأشخاص الذّين يفوق سنّهم 60 سنة فما فوق قرابة 600 مليون شخصا. ومن المتوقّع أن يتضاعف هذا الرقّم بحلول سنة 2025 في حين سيبلغ  سنة 2050 ملياري نسمة أغلبها في البلدان النّامية.
وفي هذا الإطار، تحرص بلادنا على توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنّين نظرا لأهميّة هذه الفئة التي ستبلغ خلال سنة 2014 قرابة 11% من مجموع السكان حسب إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء، وهي نسبة مرشحة لتصبح 15 % سنة 2025
و19.8 % سنة 2034. 
ومن المنتظر أن يرتفع معدل أمل الحياة عند الولادة من 74.7 عاما سنة 2010 إلى 80 عاما سنة 2029. كما يتواصل ارتفاع عدد المتقاعدين من 108 ألف متقاعدا سنة 1986 إلى 700 ألف حاليا.
وتعتمد سياسة تونس في مجال الرعاية والنهوض بكبار السنّ على منظومة وقائيّة ورعائيّة متكاملة تضمن حقوق الإنسان وتوفّر لكبار السنّ مقومات العيش الكريم والتوازن النفسي والعاطفي وتثبّت دورهم ومساهمتهم الفعليّة في المسار التنموي بالبلاد.
ومن هذا المنطلق ركزت جمعية تونس الخيرية مشاريعها للعناية بالمسنين خاصة منهم فاقدي السند المقيمين في مراكز الرعاية وخارجها، وعملت  بالتنسيق مع هياكل وزارة شؤون المرأة والأسرة على تنظيم أنشطة وبرامج خيرية متعددة لفائدتهم نذكر منها:
-  توفير 50 كرسيا متحركا لفائدة 50 مسنّا من منظوري مراكز وجمعيات رعاية المسنين.
- توفير 24 أضحية عيد لفائدة كل مراكز رعاية المسنين بالجمهورية وجمعية عن كل ولاية خلال 2012.
-  تركيز مكيف بمركز رعاية المسنين بباجة.
- توزيع أغطية صوفية خلال فصل الشتاء لعدد من المسنين فاقدي السند.
-  القيام بعيادات صحية  متنقلة لفائدة المسنين.
-  تنظيم حفل  افطار  في رمضان لفائدة منظوري جمعية رعاية المسنين بتونس المدينة.
-  تنظيم حفل  افطار  في رمضان لفائدة منظوري مركز رعاية المسنين بباجة.
- تنظيم حملات دعم مواد غذائية وملابس لفائدة منظوري جمعية رعاية المسنين بمدنين.
- تنظيم زيارات تضامنية وأنشطة تطوعية وعيادات لفائدة عدد من مراكز رعاية المسنين.
- المشاركة في التظاهرات الوطنية والندوات التي تنظمها الادارة العامة لشؤون المسنين.
3. رعاية تضمن الخروج من العزلة :
احتفلت تونس فى مطلع أكتوبر باليوم الوطني والعالمي للمسنين، تحت شعار "كبار السن فى تونس: حقوق مضمونة ورعاية موصولة"، ويترجم هذا الشعار التوجه الواضح الذى تعتمده الدولة من أجل بناء مجتمع متوازن يتمتع كبار السن فى إطاره بكل مقومات العيش الكريم.
ويعزو محللون دوليون تزايد الاهتمام بهذه الفئة الى تطور أعداد كبار السن ذلك أن نجاح البرامج فى مجال الصحة الانجابية والتنظيم العائلى وتحسين التغطية الصحية وتطور ظروف العيش ونوعية الحياة أدى إلى ارتفاع معدل أمل الحياة عند الولادة وبالتالي ارتفاع نسبة المسنين فى العديد من الدول المتقدمة والنامية على حد السواء.
وقد أدى التزايد فى أعداد كبار السن على مستوى الدول المتقدمة والنامية ومنها تونس إلى زيادة الاهتمام بهذه الفئة وظهور مجموعة من المفاهيم الجديدة.
كما يتجلى الاهتمام على المستويين العالمي والعربي من خلال إقرار سنة دولية لكبار السن تحت شعار "مجتمع لكل الأعمار" لما فى هذه العبارات من دلالة واضحة على أن المسن لم يعد ذلك الكائن الانساني المعزول اجتماعيا بل هو جزء لا يتجزأ من المنظومة الانسانية.
ويقول المحللون الاجتماعيون أن سياسة تونس فى مجال رعاية كبار السن والنهوض بهم تعتمد على ثوابت أهمها المحافظة على المسنين داخل أسرهم وفى محيطهم الطبيعي وإعطائهم المكانة الملائمة، ذلك أن وجود المسن داخل أسرته يمنحه الشعور بالاستقرار النفسي.
وتقوم الدولة بمعاضدة الأسر من أجل تحمل نفقات المسنين لما يحتاجونه من رعاية جسدية وصحية وقد تم فى هذا الاطار منذ سنة 1992  إحداث فرق متنقلة متعددة الاختصاصات تقدم خدمات صحية واجتماعية.
كما يمر كبار السن بأزمات نفسية مردها احساسهم بعدم الجدوى، وهو ما يعقد علاقتهم بمحيطهم الأسرى المباشر ويدخلهم فى عزلة، ومثل هذه الحالات تستوجب تدخل المختصين الذين يفقهون نفسية المسن، لذلك تم فى تونس فتح باب الاختصاص فى طب الشيخوخة من أجل توفير رعاية نفسية وجسدية مبنية على أسس علمية.
كما استفاد كبار السن فى تونس بإجراءات يقول عنها المحللون أنها رائدة وكان لها الفضل الكبير في النهوض بأوضاعهم من ذلك تم وضع برنامج للتكفل بالمسنين فاقدي السند العائلي لدى أسر حاضنة وقد بلغت الاعتمادات المخصصة لهذا البرنامج وحسب ما أفادت به وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين، حوالي 120.000د سنة 2008، وتؤكد هذه المؤشرات أهمية البعد التضامني الذي أصبح سلوكا راسخا فى عقلية المواطن التونسي إيمانا بأن لا تنمية بدون تضامن.
لم أعد أشعر بالوحدة... فكلهم إخوانى وأخواتي.. جعلونى أنسى أن لي أبناء... وأقارب.. صاروا كل شيء فى حياتي.." هذه العبارات صدرت عن الحاجة خديجة المقيمة بإحدى مراكز العناية بالمسنين وهذا الوصف يناسب الشيوخ الموجودين فى المركز من نساء ورجال حيث استطاعت المراكز المخصصة للمسنين فى تونس بفضل ما توفره من عناية وحسب تعبيرهم من اعتبارها "البيت السعيد" لما فى لمة "البيت" من ألفة وانسجام وتآزر وتوفير كل مرافق العيش الكريم وقد عبرت الحاجة خديجة بأن المركز أصبح يغنيها عن زياراتها لأقاربها فصار كل أفراده جزءا من أسرة كبيرة وفى ذلك تقول "وجدت الأب والأخت والأم والصديقة والجارة فلم أعد أحتاج إلى أي فرد خارج اطار هذا المركز.."
شهادة تبدو أنها تغنى عن أي تعليق ذلك أن ما يحظى به المسن فى تونس من رعاية داخل المراكز المخصصة إليه وحسب ما يذهب إليه محللون تونسيون جعلت المسنين التونسيين يحظون بعناية فائقة ويشعرون وكأنهم داخل أسرهم.
وتتنزل هذه المراكز فى اطار الرعاية المؤسساتية ويرى المشرفون على المجال الاجتماعي أن هذه المراكز قد نجحت فى اخراج المسنين من عزلتهم وتوفير رعاية صحية ترقى إلى مستوى الخدمات المتوفرة فى البلدان المتقدمة نظرا لتوفر اطارات كفأه فى المجال الطبى والاجتماعي.
ومن منظور آخر، وأمام ارتفاع عدد المسنين فى تونس واتساع هرم هذه الشريحة الاجتماعية بفضل نجاح السياسة الانجابية وارتفاع أمل الولادة عند الحياة الذى بلغ 73.9 حاليا وينتظر أن يبلغ 78.7 عاما سنة 2024 تم فى تونس فتح المجال أمام الباعثين الخواص لإحداث مؤسسات خاصة وشركات لتقديم الخدمات الاجتماعية والطبية والشبه طبية لكبار السن داخل بيوتهم.
كما تعزز الجانب الترفيهي لحياة المسنين من خلال بعث النوادي النهارية لكبار السن و تقديم خدمات تنشيطية وترفيهية، وهي نواد يعتبرها الباحثون فى الشؤون النفسية مهمة لفك العزلة عن المسن والشعور بالانتماء للمجتمع وعدم الخروج عن دائرته. وفى ذلك يقول الشيخ محمد أحد المترددين على هذه النوادي انه لم يعد يشعر بالكآبة وبمرور الوقت كما كان فى السابق، ويصف فرحته وهو يلاقي الجماعة التى تشاركه لعبة "الخربقة" "لعبة شعبية تشبه الشطرنج" معتبرا أن النادي أصبح كل شيء فى حياته يأتيه فى الصباح ولا يغادره إلا بعد الظهر نظرا للأجواء الحميمية التى صارت تجمعه برواده من شيوخ في عمره.
لقد مكنت التشريعات و الاجراءات المتخذة فى مجال رعاية المسنين من اخراج هذه الفئة من عزلتهم وتمكينهم من خدمات صحية تساعدهم على مواصلة بقية حياتهم فى ظروف طيبة.
VI.  الإحسان إلى المسنّين :
يمكّن القانون التونسي من يرغب في الإحسان إلى امرأة مسنّة أو شيخ عجوز وإسكانهما مع أفراد عائلته من إطار قانوني ميسّر وناجع.
ويحدد الفصل الأوّل من القانون عدد 114 المؤرخ في 31 أكتوبر 1994 والمتعلّق بحماية المسنين، المسن وهو "يعتبر مسنّا في مفهوم هذا القانون الشخص الذي تجاوز 60 سنة من العمر". أما الفصل الثاني فقد أضاف واجب أن تتحمل الأسرة مسؤولية حماية أفرادها المسنّين وتلبية احتياجاتهم.
وتقوم الدولة عند الاقتضاء بمساعدة الأسرة على القيام بدورها في هذا المجال كما تعمل على تطوير الخدمات الموجهة للمسنين وتسهيل اندماجهم في وسطهم العائلي والاجتماعي.
  •    وتقتضي حماية المسنين :
- حماية صحتهم وضمان كرامتهم وذلك بمساعدتهم على مجابهة الصعوبات التي تعترضهم في حياتهم اليومية بحكم تقدمهم في السن.
- مساعدتهم على معرفة حقوقهم وتقديم المعونة اللازمة لهم لتمكينهم من ممارستها والانتفاع بها.
- مقاومة جميع أشكال التمييز والإقصاء من الوسط العائلي والاجتماعي.
- تحقيق اندماجهم بواسطة تحسس الرأي العام حول الصعوبات الخاصة بهم وتشجيع البحوث والدراسات حول المظاهر الفرديّة والجماعيّة للتشيّخ والوسائل الكفيلة بتحقيق حماية المسنين ورفاهتهم.
- مساعدتهم على المشاركة بصفة فعليّة في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والثقافيّة والرياضيّة والترفيهيّة.
و قد تعرّض المشرّع لوضع المسنّين المعوزين، واقتضى خاصّة بالفصل 17 من قانون 31 أكتوبر 1994 والمتعلّق بحماية المسنين أنّه "يمكن للأسر التكفل بالمسنين فاقدي السند وفق شروط وتراتيب تحدّد بمقتضى أمر". وإضافتا الى ذلك فان  الفصل 18  "يمكن للأسرة الكافلة للمسنّ المعوز أن تتحصّل على مساعدة مادية لتلبية الحاجات الأساسيّة للمسن المكفول. وتحدّد المساعدة وشروط الانتفاع بها بمقتضى قرار من وزير الشؤون الاجتماعية".
وحسب الفصل 19من نفس القانون "يمكن للدولة عند الحاجة إسناد إعانة ماديّة للأشخاص المسنين المعوزين قصد المساهمة في تسديد الحاجات الأساسيّة المتمثلة في الأكل والملبس وعند الاقتضاء المأوى.ويحدّد مقدار الإعانة وشروط الانتفاع بها بمقتضى قرار من وزير الشؤون الاجتماعية.
وبعد صدور الأمر عدد 1016  مؤرخ في 27 ماي 1996 المتعلّق بضبط شروط وتراتيب تكفل الأسر بالمسنين فاقدي السند، واقتضى الفصل الأوّل منه أنّه "لا يتمّ إيداع المسن الفاقد للسند العائلي إلا بطلب منه أو بموافقته وحسب الشروط والتراتيب المنصوص عليها بأحكام هذا الأمر". وحسب الفصل 2 من نفس الأمر "يجب أن يكون المسن الذي يتم التكفل به سليما من كل مرض معد أو عقلي من شأنه أن يشكل تهديدا لسلامته أو خطرا أو إزعاجا لأفراد العائلة الكافلة. ويقع إعداد تقرير طبي في الغرض من قبل المصالح العموميّة المختصّة.
وقد وضع الفصل 3 من ذلك الأمر الشروط القانونية الواجب توفّرها حيث اقتضى أنّه "يجب أن تتوفّر في العائلة الكافلة الشروط التالية :
- اتفاق الزوجين على قبول المسن.
- عدم التكفل بأكثر من مسنين اثنين.
-  توفر المسكن الملائم الذي يشتمل على المرافق الأساسيّة الضروريّة لاستقبال المسن.
- توفر دخل شهري قار للعائلة المعنية لا يقل عن مستوى الأجر الأدنى المضمون.
-  أن يكون أفراد العائلة معروفين بأخلاقهم الحميدة.
- خلو جميع أفراد العائلة من كل مرض معد أو عقلي من شأنه أن يشكل خطرا أو إزعاجا للمسنّ".
وفي خصوص إجراءات التكفّل بالمسنّين، اقتضى الفصل 4 من أمر 27 ماي 1996 المتعلّق بضبط شروط وتراتيب تكفّل الأسر بالمسنين فاقدي السند أن "تقدّم مطالب التكفّل بالمسنّين إلى اللجنة المختصّة التابعة للمجلس الجهوي التي تتّخذ قرار التكفّل بالاعتماد على تقرير اجتماعي يتم إعداده من طرف مصالح الإدارة الجهويّة للشؤون الاجتماعية المختصّة ترابيّا وتقرير طبي تعده الهياكل الصحيّة العموميّة". وأضاف الفصل 5 واجب أن "تلتزم العائلة الكافلة بتوفير الحاجات الأساسيّة للمسن وحسن معاملته .
في حين، نصّ الفصل 6على أن "يتحمّل المسن الذي تمّ التكفّل به غير المتمتع بنظام تغطية اجتماعيّة أو ببطاقة علاج مجاني كافة مصاريف علاجه.
ويمكن للأسرة الكافلة للمسن المعوز أن تتمتع بمساعدة مادية وفقا لمقتضيات الفصل 18 من القانون المشار إليه أعلاه عدد 114 المؤرخ في 31 أكتوبر 1994".
غير أنّه يمكن للوالي في الحالات الاستعجاليّة أن يقوم فورا بوضع حد للتكفل بصفة وقتيّة ويقوم بإحالة الملف إلى اللجنة المختصة التابعة للمجلس الجهوي للبتّ في الموضوع.
  •  قانون تجريم الأبناء الذين يتخلصون من أوليائهم في دار العجزة يجني ثماره :
إن وزارة التضامن وضعت جهودا للحد من هذه الظاهرة التي عرفت انتشارا كبيرا في السنوات الأخيرة، وقد أعلن وزير التضامن أن السلطات مستعدة لتقديم يد العون للأبناء غير القادرين على الإنفاق على والديهم لكي لا يحرموا من حنانهم ويعيشوا في كنف عائلتهم دون أي مشاكل ويتمكنوا من الاعتناء بوالديهم لإعادة إدماج النزلاء في أسرهم، كما أن هناك بعض المسنات اللواتي هربن من البيت ويخفين هويتهن خوفا من إعادتهن إلى عائلاتهن بسبب المشاكل التي أحدثها لهن أبناؤهن، وهذا ما يدفعنا إلى إجراء تحقيقات اجتماعية معمقة مع البلدية من أجل تزويدنا بكافة المعلومات عن النزيل لإعادته إلى أسرته، كما أن العديد من المسنات لا يجدن أبناءهن إلى جانبهن عند المرض مما يجعلهن يحتمين بدار المسنين  بحثا عن الرعاية والأنيس لاسيما وهن في سن كبير ويحتجن إلى عناية خاصة، مما دفع بوزارة التضامن إلى التفكير للتكفل بهؤلاء المسنات من خلال العمل على تكوين فرق متعددة الاختصاصات متكونة من طبيب نفساني ومساعدة اجتماعية ومنظفة إن لزم الأمر تنتقل إلى منزل المسنة بصفة دائمة ومنتظمة لتقديم ما تحتاج له من تكفل سواء طبي أو نفسي أو اجتماعي، كما أن نص القانون يتحدث عن معاقبة كل من يطرد والديه ويتهاون في التكفل بهما بأحكام السجن قد تصل الى 10 سنوات إلى جانب غرامات مالية كبيرة، ويعاقب مشروع القانون الأبناء الذين يطردون آباءهم إلى الشوارع، وكذلك الذين لا يتابعونهم في مراكز المسنين بالسجن لمدة تتراوح بين عام و10 أعوام مع غرامة مالية بين 100 ألف و500 ألف دينار، كما أن وزارة التضامن نصبت لجنة مهمتها تطبيق المادة 25 من القانون المذكور والشروع في تجسيد مشروع دور رعاية يومية للمسنين ستفتح مبدئيا
أبوابها على مستوى دور العجزة بالعاصمة قبل تعميمها على باقي المناطق لاحقا، وتنص المادة على إعانة الأشخاص المسنين والمعدومين على مستوى مصالح البلدية بالإضافة إلى إمكانية وضع المسنين الذين تكون وضعيتهم صعبة أو دون روابط أسرية لدى عائلة أو مؤسسة متخصصة أو هيكل استقبال في النهار، كما تشير المادة الى أن دور الرعاية اليومية تفتح أبوابها للمسنين المعدومين والذين ليس لديهم من يكفلهم في البيت لتفادي وقوع الحوادث المنزلية، وبالرغم من أن هذه الظاهرة مازالت منتشرة، إلا أن هذا القانون سيزرع الخوف عند بعض الأبناء ويمنعهم من وضع أحد أوليائهم في دار المسنين.
  •   أساليب التعامل مع كبار السن :
من الأساليب التي ينبغي مراعاتها عند التعامل مع كبير السن :
.1 مبادرة المسن بالتحية والسلام والمصافحة ويضاف اليه تقبيل الرأس واليد لاسيما إن كان ابا أو اما او عالما .
.2 رفع الروح المعنوية  لديه وذلك بحسن استقباله والترحيب به والدعاء له وإظهار البشر بقدومه والتبسم في وجهه فهذا يشعره بحب المجتمع له وفرحه بوجوده وأنه غير منبوذ أو مكروه في مجتمعه.
.3 سؤال المسن عن ماضيه وذكرياته وانجازاته.  والإصغاء إليه وعدم مقاطعته وينبغي أن يدرك من يتعامل معه أن المسن تظل ذكرياته الماضية حية ماثلة أمامه فهو يتذكر جيدا أعماله التي قدمها في شبابه ويرغب في الحديث عنها بنفسه أو التحدث عنها مع غيره.
.4إبراز جهود وانجازات المسن والحديث عن ما قدمه من خدمات لمجتمعه والدعوة إلى الاقتداء به والدعاء له ذو اثر ايجابي عليه وإشعاره بأهميته وخاصة في اللقاءات والمناسبات العائلية فشعور المسن أنه قد أنجز أعمالا باهرة وانه قد كافح بعصا ميتة حتى نال ما نال هذا الشعور يولد نعيما لا ينضب من السعادة النفسية وزادا لا ينفذ لراحته العاطفية وأن أيامه أيام خير وجيله جيل أعمال ورجال.
 .5 الحذر من الاستئثار بالحديث في حضرتهم أو تجاهلهم دون منحهم فرصة لتعبير عن مشاعرهم أو ذكر شيء من آراءه وخبراته.
6 .عدم التبرم والضجر من تعصب المسن لماضيه لأن تعصب المسن لماضيه يمثل بالنسبة له القوة والنشاط والمكانة الاجتماعية والانجازات التي قدمها فينبغي تلمس العذر له وتفهم حاله.
7. ضرورة الاقتراب من المسن لاسيما أقرباءه وأصدقاءه  ففي هذه المرحلة من العمر يزداد الشعور بالوحدة والغربة ويشعر المسن بانسحاب الأقارب والأصدقاء عنه وعدم السؤال عن أحواله أو الاتصال به أو الحديث معه وهذا الوضع قد يزيد الخيبة والحسرة لديه ويدهور شخصية المسن ويزيد الشعور بالأمراض والآلام.
8 .مساعدة المسن على المشاركة الاجتماعية وحضور المناسبات والعزائم والتكيف مع وضعه الجديد.
9. إشغال المسن بما ينفعه من أمور دنياه وآخرته إما بتكوين علاقات جديدة وصدقات أخرى مع أنداده في السن أو المشاركة في حلقات تحفيظ لكبار السن وقراءة القران وملازمة المساجد والجماعة.
10. مراعاة التغيرات العضوية والنفسية والعقلية عند المسن حيث يصبح غالبا عرضة لكثير من التغييرات الجسمية والنفسية.
11 . مراعاة آداب المجالسة والمخالطة والمصاحبة في حضرة كبار السن وفي الغالب يكثر وجوده في أكثر مجالس الناس اليوم.
12. المبادرة إلى معاونة المسن ونفعه حيث تزداد حاجته إلى المساعدة من قبل الآخرين بسبب ضعفهم وعجزهم.
 13 . تطييب نفوس المسنين وتقوية قلوبهم.
14 . حماية المسن من مخاوف الكهولة ومنها الخوف من فقدان المركز الاجتماعي والقلق بشأن الحالة الصحية والمادية كما تساور المسن مشاعر انعدام الفائدة واستنفاذ الفاعلية وازدياد مرارة الشعور بالوحدة كلما قل الناس من حوله وخاصة الأولاد والأهل أو تناقص الأصدقاء.
15 . حماية المسن من الانسحاب الاجتماعي بسبب تقدم السن والعجز والأمراض وضعف السمع والبصر مما هو من علامات الشيخوخة يميل المسن إلى الاعتذار كثيرا عن المشاركة الاجتماعية في بعض اللقاءات الأسرية أو الاجتماعية وإذا حضر يظل ساكتا دون مشاركة لذلك ينبغي على من حوله وقايته من هذا الانسحاب حتى لا يصبح سلوكا عاما للمسن الأمر الذي يزيد مرضه أو غربته. 
16 .عدم تعريض المسن للمشقة فقد شاءت الشريعة بمراعاة الكبير وخففت عنه في كثير من العبادات والواجبات لهذا يلزم من يتعامل معه ألا يعرضه لمواقف فيها مشقة بل يرفق به ويكلف ما يطيق وإذا عجز عن أمر ما وجب مساعدته.
17. إشعار المسن بالعناية والاهتمام ويـتأكد على من يربطه بهم قرابة أو صداقة.
18 .ملء فراغ المسن بالأمور النافعة ومن ذلك ربطهم بالمساجد وبرامجه ومحاضراته والمشاركة في الأنشطة والمخيمات أيضا القيام برحلات داخلية وأداء العمرة والأماكن المقدسة توفير مكتبة ثقافية في مكانه وممارسة بعض التمارين الرياضية.
19 .التعرف على أبرز مشكلات المسنين في هذا المرحلة والتي أدت إلى ضعف الصلات الاجتماعية عندهم ومن أبرزها :استهزاء الناس بكبار السن وعدم زيارة الأقارب لهم وكراهية الناس لكبار السن ؛ أفكار المسنين لا تعجب الأولاد ؛الشعور بالعزلة ؛ عدم وجود أصحاب يتحدث المسن معهم عن همومه ؛أفراد الأسرة غير متفهمين لمشكلاته ؛ رفض الأولاد الجلوس مع المسن والحديث معه ؛ كثرة الخلافات الزوجية ؛ شعور المسن بأنه أصبح عبئا ثقيلا على أفراد أسرته ؛ الجيران يتضايقون منه ؛ أفراد الأسرة يتمنون موته.
20 .العناية بنظافة كبار السن وستر عوراتهم.
21 .وتذكير المسن بأوقات العبادات.
 22. أهمية تبصير الأسرة بحقوق المسن وضرورة العناية به لأنه مع طول زمن الضعف والعجز الذي وصل إليه المسن ربما يهمل أفراد الأسرة التعاطف معه أو زيارته والسؤال عنه.
23 .ضرورة تعليم الأولاد والصغار وتدربيهم على رعاية الوالدين و على المشاركة في الأعمال الأسرية وخاصة تقديم الخدمات إلى الوالدين وكبار السن داخل الأسرة يقوي العلاقة بهم ويصبح الأولاد والأحفاد في المستقبل بارين بكبار السن ويظهرون الاحترام والتقدير لهم فيبادر الأولاد بالسلام عليهم قبل غيرهم ويقبلون رؤوسهم وأيديهم لأنهم اعتادوا على هذه الأمور منذ الصغر.
24 .الحضور بالأولاد إلى مجالس المسنين.
25 .العناية بغذاء المسنين ومراعاة حالتهم الصحية والنفسية.
26 .ضرورة العناية بتربية النشء من مرحلة مبكرة على احترام كبار السن وتقديرهم وإكرامه.



.   VIIمعلومات حول المسنين بالبلاد التونسية: C:\Users\user\Desktop\famille\Aycha\b11.jpg
  1. ارتفاع نسبة المسنين:

حسب ما أكده المعهد الوطني للإحصاء فإن نسبة الاشخاص المسنـين ارتفعــت     من 5,1٪  الى 10 ٪  خلال الـ50 سنة الماضية ويمكن أن تتضاعف النسبة مرة أخرى خلال الـ 20 سنة القادمة.
ما من شكّ في أنّ الشّيخوخة هي آخر مراحل عمر الإنسان وهي الفترة التي يكون فيها المسن في حاجة أكثر من أيّ مرحلة من مراحل حياته للحبّ والرعاية والتقدير لإنسانيته وتجربته الطويلة مع الحياة.
 ويبدو أن ظاهرة التهرم السكاني لا تقتصر على تونس فحسب بل هي ظاهرة عالمية  حسب تقرير منظمة  الصحة العالمية.
ويفسر الاخصائيون التونسيون ظاهرة تزايد  عدد المسنين في تونس أساسا بانخفاض  معدلات الخصوبة وتقلص نسب الوفيات وتحسن أمل الحياة عند الولادة.
ويبدو أن تطور الهيكل العمري للسكان في تونس أفرز تغيرات عديدة في نمط عيش المواطن التونسي وحاجياته في الميادين الطبية والصحية والاجتماعية والاقتصادية علاوة  على التأثيرات الهامة على قطاعات التغطية الاجتماعية والتقاعد  والتكوين والتوافق الاجتماعي والتشغيل.
ارتفاع معدل أمل الحياة
 وأظهرت البحوث في علم الشيخوخة  أن معدل أمل الحياة لمن عمرهم 65 سنة ويعيشون دون مشاكل صحية ارتفعت بنسبة 12.9 سنة في صفوف الرجال وبـ 13.7  سنوات في صفوف النساء علاوة  على  أن نحو 5 ٪ من السكان الذين تتجاوز أعمارهم   65 سنة يعتمدون على الأنشطة الأساسية للحياة اليومية.
و تضيف الأبحاث أن 3.7 ٪  من المسنين من هذه الشريحة العمرية (65  سنة) يحملون أعراض أمراض عقلية  منها مرض الزهايمر الذي ينتشر في صفوفهم ذلك أنه يصيب أكثر من 70 ٪  منهم.
وتفيد الهيكلة العمرية للسكان حسب التعداد العام للسكان والسكنى سنة 2004 أن عدد السكان الذين هم في سن النشاط أي من الفئة العمرية 15 سنة فما فوق بلغ 7 ملايين و268.9 الف نسمة ممثلين بذلك 73.3٪ من مجموع سكان البلاد من بينهم 926.4 الف نسمة تساوي أو تفوق أعمارهم 60 سنة وتمثل نسبة 9.3٪ من المجموع.
  1. معلومات حول بعض دور المسنين بالبلاد التونسية :
تهتم هذه الجمعيات بالمسّنين وخاصة الفاقدين للسند العائلي بالإحاطة بهم صحيا واجتماعيا والإشراف على مراكز لإيوائهم ورعايتهم والقيام بأنشطة ترفيهية لفائدتهم.
لدينا الآن في تونس22 مركز رعاية مسنين تسيرهم جمعيات رعاية المسنين، موزعين على كامل تراب الجمهورية التونسية توجد 
"بمنوبة "و "ببن عروس " و"قرنبالية من ولاية نابل"  و"سوسة "و "صفاقس" و"بنزرت" و"منزل بورقيبة بولاية بنزرت "و" باجة " و" جندوبة" و"قابس" و"الكاف" و "مدنين"و"القيروان "و"القصرين" و"قفصة "و"زغوان"و"المنستير"و"المهدية" و" سيدي بوزيد " و"توزر"و"تطاوين"و"قبلي"و"سليانة"
اسم الجمعية
تاريخ
التأسيس
العنوان
الهاتف
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بمّنوبة
متحصلة على جائزة رئيس الجمهورية   للنهوض بالأسرة سنة 1997 – الجائزة
الوطنية-
1976
3 شارع الهادي شاكر-منوبة 2010
71 600 278
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين
ببن عروس
1984
21 نهج الغزالي بن عروس 2013
71 381 630
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بنابل
1976
طريق عين طبرنق-قرنبالية 8030
72 255 052
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بسوسة
1976
وادي غنيم القلعة الصغيرة – سوسة 4000
73 210 140
216
جمعية الّتعاون الخيري بصفاقس
1976
طريق منزل شاكر –كلم 7 -  مركز المزغي صفاقس 3000
74 408 411
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين ببنزرت
1977
شارع غرة جوان منزل بورقيبة7050
72 464 522
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بباجة
1981
ضيعة صور –باجة- كلم 3
031 78 456
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بجندوبة
1979
طريق مجردة –جندوبة 8100
78 601 552
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بقابس
1979
نهج الزواوي حي الأندلس –قابس 6000
75 276 055
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بالكاف
1979
طريق تاجروين - حي حروش الكاف
78 223 902
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بمدنين
1979
15 شارع عبد الحميد بلقاضي مدنين4100
75 641 891
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بالقيروان
1957
خلف مقام أبو زمعة البلوي –القيروان 3100
77 226 082
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بالقصرين
1982
حي النهضة القصرين 1200
77 470 366
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بقفصة
1982
طريق سيدي أحمد زروق قفصة 2100
76 634 475
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بزغوان
1976
نهج فلسطين زغوان 1100
996 72 676
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بالمنستير
1979
نهج محمد علي المنستير 5000
73 463 578
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بالمهدية
1981
الّلجنة الجهوية للتضامن المهدية 5100
73 681 629
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بسيدي بوزيد
1981
الّلجنة الجهوية للتضامن سيدي بوزيد 9100
76 632 040
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بتوزر
1980
شارع أبو قاسم الشابي توزر 2200
76 452 566
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بتطاوين
1982
وسط المدينة تطاوين 3200
156 75 862
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بقبلي
1982
وسط المدينة تطاوين 4200
75 490 812
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بسليانة
1980
لجنة التنسيق الحزبي سليانة 6100
78 870 297
216
الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين جربة اجيم
2002
جربة اجيم4135  
75 661 170
216

بصفة عامة كل هذه المراكز تسعى إلى أن يكون لكل مسنّ عائلة وبذلك تعمل على إدماجه في محيط عائلي و نضرا لكونها متشابهة سوف نقدم معلومات حول بعض منها مثل :
  • مركز رعاية المسنين بسوسة :
تعود نشأة مركز المسنين بسوسة الى بداية القرن الثامن عشر حيث كان له عدة تسميات مثل «التكية» و«الخيرية» و«حبس القلة» ثم أصبح يسمّى مع حكم البايات المأوى الخيري الاحمدي وقد كان يهتم عبر مختلف عصور التاريخية بكفالة الأيتام والعجز والمرضى والغرباء والمنبوذين كما كان يعيل الفقراء ويساعد أبناء بعض العائلات على مزاولة دراستهم وبعد  الاستقلال أصبح يسمى بدار العجز وهي تسمية مستهجنة لغويا الى أن تغيّر هذا الاسم ليصبح حاليا مركز رعاية المسنين.
علما وأن المركز القديم كان موجودا بحي الطفالة بسوسة حيث لم يعد يستجيب لمتطلبات العيش الكريم فتم بناء مركز جديد بحي وادي غنيم على أرض وهبتها ولاية سوسة. وتم الانتقال اليه في فيفري 1978 إلا أن الانطلاقة الحقيقية للمركز كمؤسسة للرعاية  بها كل مقومات العيش الكريم لم تتحقق إلا بعد التحوّل وتحديدا في نوفمبر 1978 الذي مثّل نقطة تحوّل كبيرة بفضل العناية الرئاسية الموصولة للفئات الاجتماعية وخاصة ذوي الاحتياجات الخصوصية.
طاقة الاستيعاب حاليا تبلغ 75 مقيما وإن عدد المقيمين 65 (45 ذكورا و20 إناثا) أما عن شروط الايواء فهي:
ـ أن يبلغ عمر المسن 60 سنة فما فوق مع فقدان السند العائلي (الأبناء) وفقدان السند المادي
مع الاشارة الى أن المسنين الفاقدين للسند العائلي والذين لهم موارد مالية يمكنها الاقامة بالمركز مقابل مساهمة مالية شهرية وقد حددها قانون حماية المسنين لسنة 1994.
بهذا المركز طبيبان (طب عام) يقومان بفحوصات للمقيمين مرتين في الاسبوع (الثلاثاء والسبت). كما يزورنا طبيب للأسنان متطوع يفحص المرضى مرة في الاسبوع.
أيضا يوجد 7 أطباء اختصاص يؤمّنون عيادة للمرضى مرة في الشهر في الاختصاصات التالية: القلب والشرايين، طب العيون، أمراض السكري، الطب الباطني، الامراض النفسية، أمراض الكلى والمجاري البولية، أمراض الجهاز التنفسي وأخصائي في العلاج الطبيعي وأخصائي في التغذية. كما أن التجهيزات  الموضوعة على ذمة المركز تجعل منه مؤسسة استشفائية متميزة حيث يوجد كرسيا للأسنان وجهازا لتسجيل نبضات القلب وجهازا  للكشف عن أمراض العيون إضافة الى قاعة للعلاج الحركي فهي تعدّ مكسبا صحيا لفائدة المسنين.

هل أن نشاط المركز يقتصر على المقيمين فقط وماذا عن المسنين غير المقيمين؟
الى جانب العناية بالمسنين بمؤسسة الرعاية يتولّى المركز  أيضا تقديم مساعدات اجتماعية صحية ترفيهية وبرامج لتحسين المسكن لفائدة المسنين بأسرهم ويتمتع بهذه التدخلات سنويا حوالي 1500 منتفع من أجل توفير مستلزمات العيش الكريم ومعاضدتهم على مجابهة متطلبات حياتهم ويرمي هذا التماشي الى معاضدة جهود العائلة من أجل الاحتفاظ بالمسن في محيطه الاسري الطبيعي لكي لا يشعر بالغربة والعزلة.
ويبقى اللجوء الى مؤسسة الرعاية كآخر حل ممكن. كما يتم توجيه قوافل صحية واجتماعية لفائدة هذه الفئة بالتنسيق مع وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين ووزارة الصحة العمومية ووزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج والاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي وفروعه الجهوية والمحلية.
بالتوازي مع ذلك يقوم  الفريق المتنقل التابع لمركز المسنين بسوسة بزيارات دورية للمقيمين بأسرهم قصد تقديم خدمات اجتماعية وصحية لهم.
كما أن البعض من المسنين العاجزين يتمتعون بخدمات (مساعدي الحياة) الذين يتولون تقديم خدمات رعاية على عين المكان لمن هم في حاجة الى ذلك.

  • جمعية رعاية المسنين بجندوبة :  


جمعية رعاية المسنين بجندوبة هي جمعية خيرية تأسست في 29 أكتوبر 1979 وتتمثل مهامها في إيواء المسنين والمعوزين وتوفير الإقامة المريحة لهم رغم النقائص والصعوبات المادية والمهنية وتقدر طاقة الاستيعاب الحالية لمركز جندوبة ب55 مقيما منهم 33 رجلا و22 امرأة. 

يسهر على خدمة المسنين بالمركز  7 إداريين و17 عون رعاية مباشرة .وترتكز المنظومة الصحية بالمركز على قاعدة «الوقاية خير من العلاج» وحفاظا على صحة المسنين تم تدعيم المركز بإطار طبي وشبه طبي  4 أطباء : اثنان منهم متعاقدان مع الجمعية وطبيبان متطوعان إضافة الى ثلاثة ممرضين و4 أعوان إحاطة حياتية ويتم الإلتجاء الى المستشفى الجهوي بجندوبة كلما استدعت الحاجة.

رغم الدور الهام الذي يلعبه المركز اجتماعيا وصحيا ونفسانيا فإنه يعاني صعوبات عديدة تتمثل  في تواضع البناية وقدمها والتي ظهرت عليها الشقوق والرطوبة مما قد يؤثر على صحة المسن. وتنقصها المواصفات الفنية الواجب توفرها عند إحداث مؤسسات رعاية المسنين.

كما أن المركز يعاني من الاكتظاظ اذ يصل عدد الاشخاص في الغرفة الى 08 ,أما شبكة تصريف المياه فحدث ولا حرج فهي قديمة جدا ولم تعد تفي بالحاجة وسريعة الانسداد كذلك شبكة المياه فهي قديمة ومن النوع الحديدي ويضاف لكل هذا موقع المركز حيث يتواجد داخل حي شعبي ووصول الزائرين له يكون عسيرا خاصة يوم السوق الأسبوعية ويكون عرضة للسرقات المتواصلة من ذلك أن خسائر السرقات التي استهدفت وسائل النقل التابعة للمركز إبان الثورة ناهزت 3 آلاف دينار زد على ذلك انه يتواجد بالقرب منه مصب للفضلات الخاص بالحي تنبعث منه الروائح الكريهة وتتكاثر الحشرات والحيوانات السائبة وخاصة القطط التي تتخذ من المركز مأوى لها وهذا ما قد يعرض صحة المسن الى الخطر.

كما أن الأعوان والعملة يتعرضون لمضايقات خاصة في فصل الشتاء مما اضطرت الإدارة لتخفيض ساعات العمل لتأمين عودتهم الى منازلهم قبل حلول الظلام لتجنب كل الإشكاليات.

نقص في الموارد البشرية وتعسف مهني :

يعاني المركز نقصا على مستوى الأعوان والإطار حيث يستوجب الوضع انتداب ما لا يقل عن 06 أعوان رعاية مباشرة لتغطية كامل حصص العمل وكذلك توفير ستة عمال ومنشط وأخصائي في التغذية وممرض وأخصائي في العلاج الطبيعي وتقويم الأعضاء وأخصائي في العلاجي النفسي.
هذا إضافة للتعجيل بتسوية بعض الوضعيات المهنية من ذلك أن بالمركز عاملين لم يتم انتدابهما ويعملان على الآلية 16 للتشغيل منذ ما يزيد عن السنتين ويتمتعان بشهادة مرافق.

نشير في الختام الى انه وقع الاعلان عن انطلاق حملة تبرعات من اجل بناء مركز نموذجي للمسنين في بلاريجيا وذلك بعد الحصول على قطعة ارض تابعة لأملاك الدولة في انتظار ايلاء وزارة المرأة هذا الموضوع الاهمية اللازمة وتقديم الدعم الضروري لهذا المشروع من اجل راحة المسن والعاملين به والمحافظة على سلامتهم الجسدية. 

  • مركز رعاية المسنين بقرمبالية "نابل"  :

128733
 بين حياة تحتضر وأخرى تبقي على بعض من الأمل، يحاول المسنون المقيمون بمركز رعاية المسنين بقرمبالية من ولاية نابل التأقلم مع قدرهم. 
خمسون من المقيمين المسنين لم يجدوا ملجأ سوى هذا المركز الذي احتضنهم بعد أن تخلت عنهم العائلة أو غادرهم القرين او هجرهم الأبناء. فالمركز بالنسبة إليهم هو الملجأ والمصير المشترك، ولكل واحد منهم قصة غاية في الألم والحزن تعود تفاصيلها الى عمق الذكريات البعيدة، وحسرة على ظلم الحياة أو تنكر الأقربين إليهم من ذويهم وأهاليهم.
يقيم بالمركز 33  رجلا و20  امرأة تتراوح أعمارهم بين 60 و98 سنة جاؤوا من مختلف جهات البلاد وتتوفر فيهم شروط القبول بالمركز على غرار هشاشة مستوى العيش والاحتياجات الخصوصية وفقدان السند العائلي.
ويسعى الساهرون على هذا الفضاء الذي يحتوي على غرف للنوم وقاعة جلوس كبيرة وتلفاز، إلى تمكين المقيمين به من الإحساس بأنهم في منازلهم.
بعض المقيمين بهذا المركز ممن ابيضت رؤوسهم وانحنت ظهورهم وتجعدت وجوههم، تخلوا عن عد السنوات والساعات ولا يبحثون سوى عن نسيان ماض ثقيل.. يعيشون الحاضر فقط.
وفي هذا المركز يسهر فريق على راحة هؤلاء وكل ما حرموا منه غير أنهم لا يزالون  في حاجة الى الإحاطة العاطفية.
يتطلب العمل الصبر والحس الانساني فالدافع الإنساني عادة ما يكون وراء اقبال العديد من المواطنين على زيارة المركز وتقديم العون والمساندة.

مجهودات لا تخفي النقائص :

ان الجهود التي يبذلها الفريق العامل لمساعدة هذه الفئة الهشة على العيش العادي والكريم، لا تخفي بعض النقائص على غرار غياب مختص في الطب النفسي بالرغم من حاجة المقيمين المتأكدة الى الراحة النفسية والى من يستمع اليهم ويخفف من معاناتهم، كما لا يتوفر بهذا المركز سوى عامل وحيد يسهر على نظافة 30 مسنا.
كما يشتكي المركز من نقص المعدات التي تستجيب لحاجيات هذه الفئة ذات الاحتياجات الخصوصية وأبرزها سيارة إسعاف خاصة ان غالبية المقيمين هم من المعوقين.
ومن ناحية أخرى، تقف طاقة استيعاب المركز المحددة ب55 شخصا حاجزا أمام قبول العشرات من المسنين الذين قامت بعض الهياكل الاجتماعية بتقديم ملفاتهم الى المدير في انتظار الموافقة.
ويتولى فريق متنقل تابع للمركز التحول الى مختلف المناطق بقرمبالية للعناية بالمسنين داخل أسرهم إلا ان معدل تدخلاته لا يتجاوز الأربعة مرات في السنة بالنظر لارتفاع عدد المسنين (210 حالة) ومحدودية الإمكانيات كما ان الأوضاع الاجتماعية للأشخاص المتكفل بهم حساسة وغالبيتهم يشكون من ظروف اجتماعية ومادية صعبة. 

  • دار المسنين منزل بورقيبة " ببنزرت" : 
دار المسنين بمنزل بورقيبة أو بالأحرى مقر مركز المسنين المتعارف بنشاط جمعية رعاية المسن بولاية بنزرت يعد فضاء حاضنا لعدد من كبار السن ممن أجبرتهم ظروف الحياة الاجتماعية والمادية والأسرية على الالتحاق بهذه المراكز للتخفيف من وطأة الزمن... 
ومع تقدم النشأة التي تعود إلى حدود عام 1961 فإن عددا من الإشكاليات ما تزال قائمة ومنها طاقة الاستيعاب أمام تزايد الطلبات فضلا على هاجس تعاضد المجتمع وتغيير الرؤية التقليدية لمثل هذه المراكز وروادها... DSC_0799
الجمعية كهيكل تم إنشاؤها وفقا لقانون الجمعيات وهي منظمة اجتماعية وتحصلت على التأشيرة وتأسست كهيكل مرخص له عام 1978. ومؤسسة رعاية المسن الكائنة بمعتمدية منزل بورقيبة تأسست سنة1961.
ويحضن 60 مسنا ممن يناهز سنهم الستون عاما بين رجال ونساء من فاقدي السند المادي والاجتماعي فضلا على شرط الخلو من الأمراض المعدية ورغبة المسن الشخصية الصريحة في الإقامة. وأن 3 بالمائة منهم لهم عائلة وأبناء...
طاقة الاستيعاب الجملية بالمركز 78 شخصا مسنا فيما يبلغ مجموع من ينتفع بخدمات المركز بواسطة وحدات التنقل إلى بيوتهم 80 حالة تضبط وفقا لتدخلات مصالح الإرشاد الاجتماعي اغلبهم من ضعاف الحال وممن يفوق سنهم الستون عاما.
و من ابرز الشواغل تزايد عدد الطلبات في الإيواء مقارنة بالقدرات المحدودة لاسيما مع ترقب انطلاق مشروع إعادة بناء المركز في الفترة القادمة فضلا على تواضع إمكانيات الدار . وان من خفف من وطأة مثل هذه الإشكاليات تدخلات منظمات العمل الاجتماعي والمد التضامني بعد الثورة لاسيما بطابعها التطوعي بعيدا عن تسييس المسألة أو محاولات ربط الزيارات أو تقديم الهبات بأعياد رسمية طابعا سياسيا. وفي ذات الاتجاه ان الأماني تبقى قائمة في مزيد تطور واستمرارية تفاعل المجتمع المدني وتعاضد الفعاليات الاجتماعية نحو إحداث تغيير في نظرة المجتمع إلى مثل هذه الفضاءات حيث يشار إليه بالملجأ... وأن تتبدل النظرة إيجابا على اعتبار الرواد هم من المجتمع الذي لا يستقيم دونهم... بعض المسنين من آبائنا وأمهاتنا  رفعوا رجاء إلى من يهمه الأمر من السلط الاجتماعية المعنية بمراجعة أكيدة لمنحة شهرية لفائدة المسن فاقد السند حيث لا تتجاوز 3500 مليم شهريا .
ويضم مركز إيواء المسنين أربعة وحدات خدمات منها قاعة مخصصة للنساء و3 وحدات لفائدة الرجال ومطبخ مركزي فضلا على قاعة أو بالأحرى وحدة طبية وحلاقة ...
يعتمد المركز على الهبات ومعونات الجمعيات بصفة متكاملة في الحصول على أصناف من الدواء.BN27731ha
  • مركز المسنين بمنوبة :
يقدم المركز خدمات متنوعة للمسنين لتتلاءم مع حاجاتهم وقدراتهم الصحية والفكرية. يضم المركز 120 مسنا منهم 48 مسنة و 72 مسنا إضافة إلى رعايته ل 120 مسن داخل أسرهم من خلال مجموعة من الخدمات الصحية و الاجتماعية.
تكونت جمعية رعاية المسنين في منوبة سنة 1976، وهي جمعية ذات صبغة اجتماعية وخيرية تخضع لنظام الجمعيات الذي ينصّ عليه القانون التونسي.
وتعمل الجمعية على معاضدة مجهود الدولة في دعم هذه الفئة من المسنين التي لا سند لها. وهي تتلقى التمويلات من الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي الذي يعتبر المموّل الأساسي لها.
للجمعية برنامج تسعى إدارة المركز لتنفيذه وهي نشطات ثقافية وفكرية وترفيهية تتلاءم مع أذواقهم وتأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المسنّ الصحية والنفسية فضلا عن مجموعة من الخدمات الصحية والاجتماعية. وتجدر الإشارة إلى أنّ المركز مفتوح للجميع من خلال النادي النهاري الذي يعمل على فتح دار المسنين أمام بقية أفراد المجتمع للاندماج مع المسنين المقيمين. كما تقوم بتنظيم رحلات و عروض موسيقية. كما يوجد  في دار المسنين في منوبة فريق رياضي للكرة الحديدية و يوجد 4 مسنين لهم نشاط فردي فمنهم من يمارس الرسم وآخر يمارس النحت بالجبس و يوجد مسن يقوم بالعناية بالنادي النهاري و الآخر بالبستنة.
  • الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين جربة اجيم :
تاريخ التأسيس :11 فيفري 2002
العنوان : جربة آجيم 4135
الأهداف والنشاط:
تهدف هذه الجمعية إلى المساهمة في تنمية شعور التضامن والتعاون بين المواطنين وإفساح المجال لذوي البر والإحسان لمساعدة المسنين المعوزين وفاقدي السند العائلي.
وتقوم للغرض بتقديم إعانات خاصة بمناسبة الأعياد الدينية.
  • الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بالكاف:
تبلغ طاقة استيعاب هذا المركز 65 شخصا، ويوجد به حاليا 42 رجلا و23 امرأة يستفيدون من خدمات الإعاشة والصحة بالإضافة إلى برامج الرحلات الموسمية والترفيه والحفلات الدينية والتنشيط الإذاعي.
  • الجمعية الجهوية  لرعاية المسّنين بالقيروان:
تضم 7 وحدات عيش كبيرة تضم حوالي 35 مقيما علما وأن طاقة الاستيعاب القصوى للمركز تتمثل في 38 سريرا و يوجد به 19 رجلا و16 امرأة . يتمتع المقيمون في المركز بخدمات صحية متمثلة في العيادة الطبية وتقديم الأدوية ثم خدمات صحية متمثلة في الغذاء والتنظيف والملبس وأنشطة ترفيهية متمثلة في الرحلات والحفلات وفي أنشطة فلاحية كالمساهمة في تهيئة الحديقة أو تربية العصافير وغيرها من الأنشطة الـأخرى التي تساهم في تدعيم التنسيق بين المقيم والمحيط الخارجي كمساعدته على قضاء شؤونه الادارية والسعي الى توطيد علاقته بأقاربه أو أصدقائه.
تتوفر بالمركز قاعة للتمريض يشرف على ادارتها فريق طبي يتكون من طبيبة و3 ممرضين يسهرون على استمرارية تقديم الخدمات الصحية وذلك عن طريق التقييم المنتظم والمتابعة والتنسيق الطبي اضافة الى احترام الخصوصية في العلاج والحرص على الرقابة الليلية لصحة للمقيمين والتثبت من نوعية العلاج وذلك بالانتباه الى سرعة تقديم العلاج من ناحية والكيفية التي وقع تقديم الدواء اليه وتحتوي هذه القاعة على مجموعة من الادوية الطبية.  
3. أسباب الرّاحة للمسنين :
رعاية المسن داخل أسرته :
حرصا من الدولة على عدم اقتلاع المسن من أسرته والعمل على بقائه بوسطه الطبيعي فأنّ السياسة اتجهت إلى رعاية المسن داخل أسرته وهناك فرق متنقلة متعدّدة الاختصاصات تزور المسنّين في منازلهم لتقديم خدمات صحية واجتماعيّة وهي فرق موزّعة في كامل تُراب الجمهورية.
الإيداع العائلي :
هناك برنامج آخر يتمثّل في الإيداع العائلي ذلك أنّه هناك عائلات تتكفّل برعاية المسنّين وإيوائهم في منازلهم واعتبارهم فردا من أفراد أسرتهم، وهناك قرابة 100 عائلة تكفّلت بمسنّين مع الإشارة إلى أنّ العائلة التي ترغب في إيواء مسنّ ليست له عائلة تتقدّم بمطلب لإدارات الأقاليم التّابعة للوزارة ويتمّ النّظر في الحالات.
ومن أهمّ الشّروط هو أنّ تكون العائلة مشهود لها بطيبة الأخلاق بالإضافة إلى عدم وجود أمراض معدية وكذلك حسن معاملة المسنّ، كما أنه يتمّ تفقّد أولئك المسنّين من طرف الأعوان الاجتماعيين من حين لآخر، مع الإشارة أيضا إلى أنّه هناك منحة تُعْطى للعائلة التي تأوي المسن وذلك لتلبية حاجياته الأساسيّة.
 تشريك المسن ّ في الحياة اليومية :
 يعتقد البعض أنّ دور الإنسان ينتهي في الحياة بمجرّد بلوغه سن الشيخوخة وللأسف يعامل المسنّ من قبل البعض على أنّه شخص بلا جدوى وذلك ما يغذّي الشعور بخيبة الأمل والإحباط لدى بعض المسنين وتجده يُعجّل في العدّ التنازلي للوصول إلى نهاية طريق الحياة وهو الموت طبعا، وعن هذه النّقطة فأنّ الوزارة خصّصت 16 ناديا نهاريا الهدف منه خلق التّواصل والتّلاقي بين المسنّين وكذلك تقديم أنشطة ترفيهية، بالإضافة إلى ذلك فإنّ النّوادي تقدم خدماتها للمسنّين بصفة مجانية وهي بصفة غير مباشرة تُقدّم خدمات للعائلات التي ينشغل أفرادها بالعمل في حين يبقى المسنّ بين أربعة جدران يعاني القلق والوحدة.
للمتقاعد دوره في المجتمع :
البعض يعتقد أنّ بلوغ الإنسان والموظّف بصفة خاصّة سنّ التقاعد يعني انتهاء دوره في الحياة وبلوغه مرحلة عدم القدرة على تقديم الإفادة وبالتالي يتحوّل إلى عنصر سلبي بشكل أو بآخر في المجتمع، ولكن هذه النظرة السلبية بدأت في الاضمحلال لأنّ المتقاعد إنسان له خبرة كبيرة في المجتمع وتجربة يمكن للأجيال الاستفادة منها ولذلك أصبح المتقاعد نفسه واعيا بأنّ له دوره في النّسيج الاجتماعي ولم يعد ذلك الشخص القابع في منزله يختلق المشاكل مع زوجته وأبنائه بسبب شعوره بالضّيق والملل أو يرتاد المقاهي بصفة يومية ويلعب الورق مع أصدقائه.
وفي هذا الإطار نشير إلى أنّ وزارة المرأة أحدثت سنة 2003 وبناء على قرار رئاسي برنامجا خاصّا بالمتقاعدين الرّاغبين في الإفادة بتجاربهم وخبرتهم في الحياة وعلى جميع الأصعدة.
هناك 2000 منخرط في السجل الوطني للكفاءات وهم يشاركون في النسيج الجمعياتي بصفة تطوّعيّة والهدف من ذلك هو تحقيق مجتمع لكلّ الأعمال وتمكين المسنّ من مواصلة المسيرة التنموية للبلاد والمحافظة على دوره كفرد صالح في المجتمع.
       VIII. الخلاصة :

نحو شيخوخة سعيدة :

إن اقتناع المرء بأن كل صغير سيكبر، وكل كبير سيهرم ، وأنه بالكيل الذي تكيل يُكال لك

و بالدين الذي تدين تُدان وأن (ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله). (البقرة 110) و كما قال صلى الله عليه وسلم (رواه الترمذي)  [ ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه ] كل ذلك من شأنه أن ينمي عنده الحافز والدافع لرعاية واحترام المسنين والقيام على شؤونهم ، وعندها سيضمن شيخوخة سعيدة لنفسه حيث إن الله وعده بأن يُقيض له من يكرمه عند شيخوخته . إن الله لا يخلف الميعاد.

إن الأسرة - بأصولها وفروعها - هي عماد المجتمع ، والركيزة الأولى من ركائز بنائه . ومن سنن الله أن الصغير يكبر ، والكبير يهرم ، وهكذا تدور الحياة دورتها. لكن مع هذه التبادلات تبقى القيمة الإنسانية ثابتة لا تتغير ، لذلك أوصى الإسلام باحترام الإنسان  في كل أحواله وبالغ في التأكيد عليها في مرحلة الشيخوخة لذلك نجد من الواجب أن نقترح بعض التوصيات للعناية بالشيخوخة.

1. فنؤكد على دور الإعلام في التوعية والحث على رعاية المسنين.

2. كما نؤكد على دور علماء الدين والاجتماع في غرس فكرة "وجوب رعاية المسنين" وتنمية الوازع الذاتي الإنساني والديني تجاههم وعواقب إهمالهم أو إيداعهم في دور المسنين.
3. ونقترح إيجاد برنامج تربوي للناشئة ، يقوم ببث الوعي الديني والاجتماعي للعناية بالمسنين وتقديم المعونة لهم.
4. كما أن على الجهات المعنية إيجاد وسائل وضمانات تكفل للمسنين حقوقهم كاملة - المادية والمعنوية - وتقوم برعاية مصالحهم.
5. الانتباه إلى اتجاه النظم الاجتماعية نحو تفكيك الأسرة بشكل تقليدي، واستحداث أنماط جديدة، لا يكون فيها أبوة أو نبوة، أو عمومة، أو أرحام وأن هذا من الإفساد في الأرض.